علي أحمد العمراني

علي أحمد العمراني

خفة وهشاشة..!

2016-02-04 الساعة 20:44

 

في التسريب الأخير لصالح يظهر الرجل على حقيقته .. متخبط وخفيف.. كثيرون لم يتوقعوا أن "القائد" الذي حكمهم أكثر من ثلاثة عقود بهذا المستوى من الخفة والهشاشة..

في 2011 خاطبته في مقال بعنوان " الى قادة الموتمر الكبار الثلاثة" بأن عليه أن يترك السلطة وذكرته بمواقف القادة الكبار، السلال الذي قال : بقاء الجمهورية أهم من بقاء رئيس الجمهورية، ثم رحل ، والإرياني الذي قال : لا أقبل إن يراق دم دجاجة في سبيل أن أبقى في الحكم يوما واحدا ..

قلت له ايضا أن المصادفات والتداعيات هي التي أدت إلى أن يتربع على عرش الجمهورية، وأهم تلك المصادفات مقتل رئيسين في ستة أشهر..

قلت له أيضا في ذلك المقال إن عليه أن يتذكر أن لولا التضحيات والرجال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وصنعوا سبتمبر 1962، فإن حجمه وقدره أن يبقى مجرد عسكري في جيش الإمام .. هاهو الان يعود مجرد عسكري في مشروع الإئمة الجدد ويقدم لهم الخدمات والتسهيلات والمعلومات .. والأخطر أن جنونه ورعونته جعلته ليس مجرد تابع للحوثيين و في خدمتهم فقط، وإنما تحت رحمتهم.. وهم أعداؤه الألداء..!

عندما كان "يهدد" أو "يحذرني" أحد الوزراء السابقين المقربين جدا من صالح بأن الإمام سيعود من الجبال..! وأقسم أنهم عائدون من الجبال ..! كان يتحدث الزميل إلي منفعلا جدا أمام عدد من اعضاء مجلس النواب عندما حضرت إحدى جلسات مجلس النواب بناء على طلب المجلس..

ما كنت لآخذ كلام الزميل النائب والوزير في عهد صالح والمقرب منه على محمل الجد فقد كنت أفهم من قبل أن الزميل النائب والوزير السابق يمقت نظام الأمامة..!
بعد ما حاصر الحوثيون "الإئمة الجدد" صنعاء، ومن ثم اجتاحوها تذكرت كلام الزميل المقرب من صالح..وفهمت حينها أنه كان يعلم عن قرب ما " يرتب" له الأرعن صالح .. والأرعن كما تعلمون هو الذي لا يفكر أو لا يدرك العواقب..!

ولا بد من الإشارة إلى أن صالح لا يفعل ما يفعل بهدف تحقيق مصالح الحوثيين وخيرهم، أو يراعي إعتبارات مناطقية أو مذهبية مثلما يردد البعض، ولكنه يهدف ويظن أنه ينتقم من خصومه ولا يهم ما يترتب على ذلك من نكبة للبلد وضياع للدولة .. وتتذكرون قصيدته "القضاء مثل السلف" عشية احتياح صنعاء..
عندما دخل الحوثييون صنعاء، قال صالح لأحدهم في اتصال هاتفي سمعه العالم، لا "يقع حاربي وارقدي" .. ثم قال : اغلقوا المنافذ ، وإياكم أن يخرج أحد من "الرفاق"..!

في التسريب الأخير سمعناه يقول : يسلم "عبدربه" السلطة لأنصار الله..!

طبعا سوف يقول المحللون الطيبيون جدا هو يقول هكذا على شان يستردها منهم لاحقا..جنون والله ..واخشى أن يصدق ..!
كمان قال وتقع انتخابات لنا كلنا..! سخافة كاملة..!
البلد ضحية لهذا الخفة والاستخفاف والضحالة والتفاهة ..وآسف لاستخدام عبارات من هذا النوع..!

لكن المفارقة والخسارة الكبرى هي أن يكون القائد الذي حكمنا طويلا و"الزعيم" الذي كان فقيرا جدا وصار ثريا جدا، والرئيس الذي كان مناطا به تدبير شأن بلد مهم، ورعاية مصالح شعب طيب، بهكذا مستوى وهكذا نوايا وهكذا تفكير وتدبير ..