يحيى البرعي

يحيى البرعي

تحية لكـ أيها "الحِمار الإنساني"

2015-12-30 الساعة 21:42

ترددت كثيرا وأنا اكتب مقالي هذا وتساءلت مرات كيف يكون لحيوان مثل "الحمار " إنسانية؟!

 لكن الأحداث المتسارعة في اليمن  أثبتت أن للحمار إنسانية ربما تقهر إنسانية العالم وتتجاوز إنسانية بعض البشر .

                         

 

تعيش محافظة تعز تحت حصار خانق منذ تسعة أشهر يرافق هذا الحصار دوي المدافع وقذائف الدبابات وزخات رصاص القناصات على رؤوس ساكنيها .

 

"تتار" بنكهة العنصرية متحالف مع" تتار" آخر بنكهة الحقد ،يحاصرون هذه المدينة التي ساهمت في بناء اليمن بأكمله بكوادرها المختلفة في جميع المجالات .

 

ارتفعت الصرخات من وسط هذا الحصار ، صرخت أم وهي تفقد ولدها بين يديها حين انعدم عنه الغذاء ، صرخ طفل آخر بصرخته الشهيرة "لا تقبروناش" ومع ذلك قبره العالم رغم صرخته ،

صرخ شاب "اشهد يا الله" مات مولودي البكر بسبب انعدام الأوكسجين في المستشفى" صرخ المرضى في المستشفيات ،صرخ الأطفال في المنازل ، صرخت الفتيات في الأزقة والشوارع ، ومع كل هذه الصرخات لم يجد الصارخون سوى صرخة الموت المبتعثة من كهوف" مران" تدوي  بعد كل قذيفة تسقط على رؤوس هؤلاء المقهورين والمظلومين .

 

الكل يعرف مأساة "تعز" والكل يشعر بحجم تلك المعاناة،  لكن ذلك الشعور وتلك المعرفة لا تُجدي نفعاً ، كل الكيانات الدولية والمنظمات الحقوقية وقفت عاجزة أمام ذلك الحصار الذي يفتك بأرواح الأبرياء يوماً بعد يوم .

 

مجلس الأمن ، الأمم المتحدة ،التحالف العربي ، هادي وحكومته ،قوات الشرعية كلهم عاجزون عن الاستجابة لتلك الصرخات التي يتقطع القلب ألما لسماعها .

 

 

وقفت كل الكيانات "البشرية" عاجزة عن فعل أي شيء لكسر هذا الحصار الهمجي، فنهضت "الحمير" بإنسانيتها  تحمل أكياس الدقيق واسطوانات الغاز وبعض المواد الغذائية لساكني هذه المدينة .

 

قدمت "الحمير" شيئاً يذكر، في وقت عجزت فيه أكبر الهيئات الدولية المحسوبة على بني آدم، عن  تقديم أي شيء ،

أشعلت صور "الحمير" مواقع التواصل الاجتماعي ،  وهي تمر في طوابير طويلة تقطع الطرقات الوعرة لتنقذ أرواح البشر من أبنائك يا تعز،،  يا منبع العلم والفن والحضارة والثقافة..

 

 وقفة إجلال وإكبار لكل" الحمير" التي شاركت في مقاومة حصارك يا تعز.. وسحقاً لتلك الهيئات والمنظمات والكيانات المحلية والدولية التي لم تستطع أن تنقذ طفلاً يصرخ، أو مريضاً يئن،،أو شيخاً يتألم، خلف أسوارك يا تعز...!