د. مروان الغفوري

د. مروان الغفوري

توضيح حول مقالي عن مولد النبي

2015-12-24 الساعة 17:12

توضيح حول مقالي عن مولد النبي
من عليه أن يعتذر ويبدي سلوكاً حسناً؟


يردد الإسلاميون السياسيون في اليمن ما يزعمون أنه حقيقي:
نحن لا نطلق الرصاص على المثقفين، ولا على المختلفين معنا إيديولوجيا، نحن لا نحمل السلاح، ولسنا إرهاباً.

حسناً..

لديكم القدرة الكاملة، والاستعداد الكامل، لرفع المرء لدرجة الشيطان الرجيم، والضال الملعون، ذلك التافه رخيص الدم، والخطر الذي يستحسن أن لا يكون موجوداً في قابل الأيام.

إنكم تمنحون القاتل، أي قاتل، الشرعية الكافية لإكمال المهمة.
أنتم ترصفون الطريق بالإسفلت، وتدلون القتلة. إن لم تكن عناوين القتلة في جيوبكم ، فعناويننا.

ماذا يريد القاتل قبل أن يطلق الرصاص سوى أن يسمع منكم جملة واحدة، على شاكلة تلك التي سمعتها أنا منكم، وكل القتلة الوشيكين، خلال الساعات الفائتة؟

محاولاتكم إلصاق تهمة الزندقة والردة بحقّي هي لا تنجح سوى في إسباغ صفة الإرهاب عليكم.

الأمر يتعدى "شوية مفسبكين" إلى شيوخ من عيار الفيل، وساسة!

وأنا أعرفكم جيداً، مررت بكل الجماعات الدينية من السلفية إلى اليسار الإسلامي، وأعرف كيف تجري داعش في العروق.

أعرف أننا في معركة لاستعادة الدولة، ولكننا أيضاً في معركة لاستعادة الحرية، أو "حرية الإنسان المُسلم" إذا ما عدلنا مقولة مارتن لوثر عن الإنسان المسيحي.

محاولات حثيثة بلغت حداً لم يكن ليخطر على بال، ومستوى مهيب من سوء الفهم المقصود، كل ذلك لتأكيد جملة إن مروان الغفوري يريد النيل من النبي محمد. ولأنه أغلى على المرء من نفسه ودينه فلا بد من الذود عنه. لن أتحدث عن سيل الرسائل التي وصلتني، فتلك مسألة أتركها للمهملات. أتحدث هنا عن عمل قصدي، عن محاولة اغتيال معنوية، قد تمهد لأشياء أخرى.

نعم أنا أخشاكم، لأني أضعف من باريس. وأخاف منكم، لأنه لا حدود لما يمكن أن تفعلوه.

تطالبونني بالاعتذار لأني قلت إن الرسول لم يكن إرهابياً بطريقة لا تنتمي إلى لغتكم.

أنا من يطالبكم بالاعتذار، عليكم إبداء حسن النية تجاه مستقبلنا وحريتنا. ليس مطلوباً مني أن أثبت أني لست زنديقاً،
بل عليكم أن تثبوا أنكم أناس صالحون، لا إرهابيون.
افعلوا ذلك بالكف عن حصارنا وتهديدنا، لا ببيعنا كلاماً فارغاً كما تفعلون.

هل أنا زنديق، أم أنتم إرهابيون؟
من عليه أن يثبت عكس ذلك؟
ومن هو الخطر على العالم؟

لا مزيد من الصمت على جنونكم وإرهابكم، ولا على مجاراتكم بذريعة أننا في معركة واحدة لاستعادة الدولة. وأنتم تفكرون بالدولة / العقيدة، تلك التي تحتوي كل شيء، وتصادر كل شيء، ثم تؤول إلى حالة عامة من الخوف..

لا مزيد من الصمت، كفوا إرهابكم عنا، وابدوا سلوكاً حسناً، فهو خياركم الوحيد.

وهناك فرق، وهذا التوضيح لقليلي الحيلة: بين أن تقول رأيك، وأن تهددني.
بين أن تثبت خطأ موقفي وبين أن تؤثر إخراسي .بين أن تقول أني كتبت نصاً بلا قيمة، وأن تقول أني زنديق أو مرتد. بين أن تقول إن من حقي أن أكتب ما أشاء وبين أن تقول ليس من حقك أن تكتب ما أعتقد أنه خطأ.

هذه الفاشية السوداء جديرة بالكفاح ضدها، كما هي فاشية الحوثي الخضراء، في نفس الوقت.

لست محصوراً في الزاوية لإثبات أني لست زنديقاً، بل أنتم. عليكم أن تثبتوا أنكم تعلمتم، ونسيتم، وصرتم أناساً جديدين. أنكم لستم إرهابيين. وتلك مسألة لا بد أن نختبرها نحن..
ليست المرة الأولى ولا الثالثة. سأكتب كما أشاء، وعليكم أن تبدوا سلوكاً حسناً تجاه حريتنا، فنحن لا نملك ما هو أقدس منها.

يتبع ..

م. غ.