حافظ مطير

حافظ مطير

التطرف وجذوة الإستبداد.

2015-12-09 الساعة 23:32


....
التطرف- الإرهاب / الأفكار المتشددة ضد بناء الدولة وضد التعدد السياسي والتلون المجتمعي.
أرتبطت إرتباط وثيق بالإستبداد ومرجعياته الفكرية ذات الدلالات الإستبدادية الداعية إلى الجمود والإرتهان الى الماضي وصراعاته الذي تجاوزته الحضارة المعاصرة بقرون تاركة" الدول العربية والإسلامية في ركاب الإمم المتخلفة.
لإنشغالها بالماضي وصراعاته ولهذا نشأت الجماعات المتطرفة التي خلفتها الأنظمة المستبدة لإفزاع العالم وقمع الشعوب بها والتي أنتشرت عقب ثورات الربيع العربي التي أطاحت بمستبدي الشعوب الذي خلفهم الإستعمار لإعاقة الدول من أي تقدم نهضوي.
ولهذا اتضح أنه بمجرد سقوط الأنظمة المستبدة سياسيا" ظهرت الجماعات المتطرفة دينيا" ترفض التحديث الإجتماعي والسياسي والإقتصادي.
ورفض التعدد والتنوع والتعايش مستخدمة القوة لإرهاب المجتمعات وإستبدادها تحت شعارات لاهوتية.
بإبقاء الشعوب ضمن سياق واحد ولون واحد في الحياة والمعيشة.
وإستباحة دمائهم وحقوقهم لمجرد الإختلاف في التفكير والحياة والمعتقد وفق مبرارات واهية الغرض منها هدم الأواصر المجتمعية والفتك بالإنسانية وإعاقة تقدم الدول وبنائها وسلب إرادة الشعوب وإستبدادها مقابل حياتها حتى لا تصادرها الجماعات الإرهابية تحت أي دعوى.
ومن الملاحظ أن التوليفات المتطرفة بشقيها الإمامي ذو المرجيعة الفكرية الدينية التي تدعي بأحقية الإمامة في البطنيين كالحوثي وغيره.
والشق القاعدي ذوالمرجعية الفكرية المتطرفة كداعش والقاعدة وغيرها.
لا تمتلك مشروع نهضوي للدول سوى مشاريع القتل وتمزيق الشعوب وتدميرها وإرهابها وتجييش المجتمع لقتل بعضه البعض تحت لافتات دينية وصراعات قد تجاوزها الزمن والتاريخ خدمة للقوى الإقليمية والدولية التي تريد إعاقة تحديث الجمهوريات والتحول من دولة حكم الفرد الى أن يحكم الشعب نفسه بنفسه بإنشاء نمط إستبدادي جديد لخدمة اجندتها وإبقاء الدول العربية كمصدر للنفط والثروة لا كدول صاعدة حضاريا" تنافس العالم المتقدم.
ولهذا نجد أن كل هذه الجماعات الأصولية المتطرفة تحرم الديمقراطيات والتعددية السياسية والتحول السلمي للسلطة مخولة لنفسها الحق في حكم وتعبيد الناس خارج إطار الدساتير و الجمهوريات  وفق ادعائات دينية تسلطية.
فنجد إن الإماميين يرفضوا الحكم الجمهوري والديمقراطيات وأن يحكم الشعب نفسه بنفسه مدعيين إصطفائهم العرقي وأحقيتهم بالحكم والسلطة كإستحقاق ديني تجاوزه التاريخ قبل 14 قرن فأعتمدوا على الغلبة والقوة والقهر والتضليل الفكري للسطوا على الدول وحكمها وأدخلوا أتباعهم في محاربة خصومهم تحت مسمى الحرب على الدواعش.
وفي الطرف الأخر نجد الجماعات التي تدعي إعادة الخلافة تمارس القتل في المجتمعات بشكل أكثر جرما" ووحشية قد لا تختلف عن ما يمارسه الإماميين تحت دعوى أنهم كفار.
لكن مهما أختلفت الإدعاءت والمسميات واللافتات الا أن التطرف جذوة الإستبداد وما تقوم به الجماعات المتطرفة ليس إلا لهدم الدول واعاقة تقدمها والإستبداد بها لسحب السلطة من الشعوب وإحتكارها في رموزها المدسوسين فيها كإمتداد للقوى الدولية  لتبقى دولنا خاضعة منقادة للقوى الإمبريالية والإطماع الإستعمارية.