سام الغباري

سام الغباري

"صالح" أولى باليمنيين من غيرهم !

2015-12-05 الساعة 18:15

 

 بإعتراف الإخوان المسلمين أن "علي عبدالله صالح" رأس الأفعى ، وسبب ما عليه اليمن من بلاء ، و ما للحوثيين من استماتة وصبر وتقدم وثبات ، ولو أنه يتركهم لصارت نهايتهم على أيدي أنصاره بشعة وأبدية ! ، فلِمَ تكابر بعض دول التحالف العربي وتتغاضى عن ذلك ، وتمد يدها إلى الحوثيين الهاشميين الذين يرون في آل سعود أعداءً تاريخيين حرموهم حكم الجزيرة وسُـلطة الدولة بعد أن قضى المؤسس الراحل عبدالعزيز آل سعود على أحلام الشريف حسين وأنجاله في حكم صحراء العرب الجميلة ، وقامت القوميات العربية بالقضاء على أوهام البقية في العراق والشام وليبيا واليمن .

- صالح ليس له مشروع سلالي ، إنه رجل يبحث عن المجد والعِـناد ، رأسه يابس كصخرة صماء لم يصلها صاروخ ، ولا تفجر من داخلها ينبوع الحكمة فسقى الجهلاء وأثابهم عِـلماً ، وزادهم تقوى . ومثلما كان "المؤتمر الشعبي العام" خيار اليمنيين الوحيد والواقعي لتأسيس نواة وطنية قادرة على ضبط أيقونة التوازن الداخلي ، فإن صالح يظل الرقم الصعب البعيد عن خصومه وحلفاءه ، ورغم أنه بات أضعف مما كان ، إلا من الحمق قتله ، وإهداء الميليشيا الحوثية صفقة بمئات الآلاف من الغاضبين المتعاطفين مع زعيمهم "الشهيد" ، ذلك ما حدث في ليبيا ، حين تحول القذاذفة إلى إرهابيين ، والبعثيون في العراق إلى كتلة انقسمت بين داعش وأخواتها .

- الرئيس اليمني الذي نقاتل اليوم جميعاً على شرعيته ما زال باهتاً وضعيفاً ، ويمكن لأي مشروع داخلي حقيقي أن يقضي على أوهام الحوثيين وحلفائهم ، لكن ذلك لم يحدث ، الجيش الوطني يراوح مكانه في مأرب ، والجوف عنوان آخر من عناوين الإبتزاز السياسي اللعين ، و في شبوة كانت صفقة التنازل مقدمة لدخول تنظيم القاعدة إلى أبين واستمرار سيطرته على بعض المدن والأرياف ، بما يهدد بتدخل أوروبي - روسي في الأراضي اليمنية لمحاربة ظِـل "داعش" ، فتختلط الأوراق ويغيب صوت التحالف ، وتنساق اليمن إلى اجترار عميق ومأساوي من سنين الإحتراب الداخلي الطائفي الملعون ، وسيكون للسعودية بالذات مسؤولية أخلاقية أبدية بكونها السبب في تدمير قدرات الجيش اليمني المتهم بـ"الحوثية" ، وبإعتباره "ذراع إيران" العربي ، ونسخة مكررة وسمجة من "حزب الله" اللبناني ، في وسط هذه الكثافة العارية من أوراق الشجر ، يُعلق "عبدربه منصور هادي" صنارته من على شرفة قصره المحاصر بالإماراتيين فلا يصطاد سمكة ! .

- الأحاديث الغامضة المتواترة عن حوار في الكواليس مع مجموعات متعاطفة مع الحوثيين ، أو قادة سابقين منهم ، أو محاولة فصل اليمنيين عن الهاشميين في داخل مكون "أنصار الله" خطوة ذكية ، لكنها خطيرة ، ما لم يُـباركها "صالح" علناً ، وتلك أهدى إلى التعقل والحكمة ، ولإطلاق سؤال ضخم بحجم عدد غارات التحالف العربي على "صنعاء" الجريحة يتحدث عن وجه الشبه في تدمير قدرات الجيش اليمني السابق بتهمة الارتهان لإيران ، فيما يتم استضافة قيادات معروفة بولائها الفج لطهران تتحدث بسخرية واحتقار من داخل الرياض عن شرعية الرئيس "هادي" التي كانت السبب المعقول علناً لكل هذه الحرب المفتوحة منذ تسعة أشهر .

- أعرف أني سأغضب الكثير ، ومنهم من يشكك في ولائي ، وبعضهم قد يجتره الماضي القريب لإعتباري جاسوساً من خلايا "عفاش " النائمة ، لكني أقولها صادقاً ، أن كل ما عانيته من ظلم وقهر عائلة "صالح" منحني قدراً من المراجعة الشخصية ، وجعلني أبتعد عنهم ، ولا أنسى قدرتهم على ضبط التوازنات داخل اليمن ، في ظل بهتان القوى السياسية كلها وعجزها عن تقديم مشروع داخلي وشعبي يدفعها إلى الأمام ، ويعين دول التحالف على النصر في اليمن ، واستعادة الدولة . أقولها بصراحة : اقتلوا صالح والحوثي وأعيدوا هادي إلى صنعاء وأحسموها عسكرياً يخلو لكم وجه اليمن ، أما أن يموت صالح ويبقى الحوثي ولا يعود هادي ، فسوف يكون ذلك يوماً من أجمل أيام عبدالملك الحوثي ، فقد نفذت السعودية بالنيابة عنه مهمة تصفيه صالح وجيشه العتيد .. يا إلهي ، كما أنا مريض ومهووس بأوهام التحليلات المتشائمة .

- بحاح يسعى إلى سلام كالعار مع الحوثيين بتصفية رئيسه ، لكنه يخشى صالح الذي قد يفسد وجوده بريق كرسي الرئاسة الذي يأمله الرجل في ظل مباركة بعض دول التحالف ، فيمد يده من تحت الطاولة إلى الحوثيين من بوابة "علي البخيتي" ، وأما "هادي" فقد نسي رجال المقاومة في تعز ، وجيشه الجائع في مأرب ، ولا يفكر بغير الحسم العسكري على نائبه ورئيس وزرائه ،بإعتباره "خطراً" مرحلياً ، قد يطيح بأحلامه في رئاسة دائمة حتى الموت ، وفي وراثة حزب "صالح" الذي يعتقد أنه سيقتله في "صنعاء" ، إلا أن ليس كل ما يتمناه الرئيس يناله .

- بحاح يسافر في أحلامه فألتقِط تصريحات متعجلة تكشف هواه عن ضرورة حسم الخلافات السياسية بتشكيل جبهة اصطفاف وطني سياسي سيكون الخاسر الوحيد فيها هو "المؤتمر الشعبي العام" ، وذلك يعني أن تتقاسم الأحزاب الصغيرة تركة الحزب "المريض" ، فتسقط الدولة نهباً لأسماك القرش ، وحيتان إيران المتغولة .

- ومادامت دول التحالف تستحي من مد يدها إلى الحوثيين مباشرة كي لا تتهم بإدارة حرب عبثية في اليمن ، وتلبس قفازات محلية رديئة الصنع وعديمة الجودة في الشمال أو الجنوب ، فما الذي يمنع أن يرتفع سلام الشجعان ، وهو السلام الذي كان يجب أن يتحقق بلا صاروخ واحد ، لكن وقد أصبح "صالح" ضعيفاً ، وصار الحوثيون مشتتون ومكروهون داخلياً ومحلياً ، وما زال للسعودية يدها وقدرتها وبأسها المنفرد في اليمن ، فصالح أولى باليمنيين من غيرهم ، وأجدر بالتفاوض وأقدر ، وأعتقد أنه جاد هذه المرة في الخروج من دائرة السياسة إلى الأبد ، فبمثل "هادي" الذي أثبت ضعف خياراته العسكرية ، أو "بحاح" الذي يقود سلام العار لا يمكن أن ننتصر جميعاً ، وإذا هَزَمت السعودية كل أنصارها ، ودعمت "أنصار الله" فإنها توقع إعدامها المؤجل ، وتـُنفّذ إعداماً فورياً بحق الشعب اليمني وبتوقيع مسيرة قرآن رب العالمين .

.. وإلى لقاء يتجدد .

#‏سام_الغباري
تابعونا على تيليجرام على الرابط الاتي واشتركوا في قناتي الخاصة

https://telegram.me/samgh2u