محمود ياسين

محمود ياسين

الاحتفاء بإطلاق سجين

2015-11-15 الساعة 17:52

ليس هناك اسوأ من اعتياد هذا النوع من المسرات
وكأننا لم نعد نرجو أكثر من بقائنا خارج السجن أن الحياة خارج المعتقل هي التذكرة المجانية للبقاء في المعتقل الكبير الذي كان بلدا حرا وان ارهقته المتاعب
أن تنتقل طموحاتك تنازليا على هذا النحو
وبدلا من الاحتفاء بجائزة دولية لعبد الله كرش نحتفي بفك قيده ومنحه حق التجول في السجن الكبير
هذا كلام ليس من الخطورة بمكان ، ويفتقر لتلك الجاذبية الاسلوبية في الكتابة ، ذلك اننا تعلمنا داخل السجن لغة العرائض والتهاني ورثاء العائلات
اذهب لطبيب مسالك يا عبد الله اما الحصاة العالقة في مثانة اليمن فتحتاج لبعض الوقت
فتاة قالت البارحة : انا احب عبد الله كرش ، وعرضت ان تخطبك مني بوصفي العاقل ، انت وسيم حقا وهذا العرض الرومانسي هو للمنشق وللوسيم ايضا
ليلة مميزة يا صديقي ، سريرك وكتبك والطفاية والأهم "الحمام المفتوح على مدار الساعة "
كنت في الزنزانة تحلم بغرفتك مكتشفا كل الذي اغفلته قبل السجن
والليلة انت في غرفتك ستحلم بالزنزانة مكتشفا انك لم تفرغ قارورة التبول خاصتك وتركتها خلف الباب ، لكن رفاق الزنزانة سيتفهمون الامر ،
احلامنا معكوسة يا عبد الله ، اذ لا اكثر فظاعة من التفكير بالحرية من وراء القضبان ، حلم السجين بحريته يفاقم قبضة زنزانته ، وحلم الذي تحرر من سجنه بأنه لا يزال في الزنزانة يفاقم دفئ مخدة لطالما بددها الأرق
كن بخير يا عبد الله ويوما ما ستتفتت الحصاة الكبيرة من تلقاء نفسها ،