علي أحمد العمراني

علي أحمد العمراني

الحكمة تونسية..!

2015-10-10 الساعة 18:26

 

 تونس العزيزة تفوز بنوبل..  بعد مخاض دام خمس سنوات نجحت ونجت تونس ... كان يمكن أن تنزلق الى العنف الشامل والحرب الأهلية  مثل شقيقاتها في ليببا وسوريا واليمن ...

في 2011 فازت اليمن بنوبل في شخص السيدة توكل كرمان .... كان العالم يرقب ويتابع بإعجاب وإجلال الصمود الطويل لشباب اليمن الذي قرر أن يكون أعزل في بلد ملأها غباء ولا مبالاة قادتها  بالسلاح...

كان سلاح الحوثي لا يزال حينها بعيدا، في صعدة وما حولها ... غير أن عقيدته في العنف والموت والإستشهاد كانت ولا تزال كما هي منذ قرون، في كتبه ومرجعياته وعقله..وقد بذل الحوثيون جهدا كبيرا  في حشو أدمغة كثير من الناشئة بهذه العقيدة الفتاكة القاتلة في سنوات الترهل واللامبالاة والفساد وغياب القيم البناءة والقيادة  الوطنية النموذج .. 

حاصر الحوثي دماج وقاتلها وأجلى طلابها المسالمين، وحاصر عمران واقتحمها ونهب سلاح حاميتها وقتل قائدها والكثير من جندها ... 

بدت  صنعاء حينذاك كمن ينتظر مصيرا محتوما اعتادته منذ أكثر من الف عام من قِبِل أسلاف الغزاة  الجدد.. ولعل صنعاء وقد نجت قبل حوالي خمسين عاما من اجتياح  مماثل  كانت تظن أن الرجال الذين حموها زمان، كانوا لا يزالون هناك...كانت صنعاء  تظن أن محاولة الإجتياح الفاشلة السابقة، في ستينات القرن الماضي هي آخر محاولة في التاريخ الآثم الجهول ...

وقت الحصار والإجتياح كان الزعماء  في صنعاء كثيرين، وكانت الأحزاب، وكان العتاد والعدة بلا حساب ... والجيش كثيرا جدا..وكانت النجوم والنياشين تتلألأ  على أكتاف الآلاف وعلى صدورهم .. لكنهم خاروا وخانوا وتواطأوا..! 

 عادت الان نوبل لتكرم ثورة الياسمين، وقد بدت تونس كمن يحتج  من قبل على تجاوزها  ..أما ثورة  شباب اليمن فقد قضت عليها إلى حين، أو أعاقتها، تخرصات وجنون من يظنون أنهم اتباع الحسين...
في 2011 قلت إن بطل ثورة الياسمين الحقيقي هو مؤسس تونس الحديثة، ليس البوعزيزي، وإنما القائد العصامي الحازم النزيه ، الحبيب بورقيبة .. كان بورقيبة ، تختلف أو تتفق معه في تفاصيل، صاحب مشروع وطني مستقبلي حقيقي خلاف من نعرف عندنا ... صار بإمكان التونسيين الان البناء على ما سبق، مع إزالة وتصحيح وإصلاح ما يلزم ..

 نستطيع الان فهم لماذا جاء الحوثي وهو لا يملك سوى بندقية وخرافة واستعداد للموت، الذي يسميه استشهاد .. 

إنه غياب القيادة  الوطنية  والمشروع الوطني.. ولذلك كانت فبراير 2011.. كانت ثورة حق .. بل لعلها الأكثر استحقاقا في الوطن العربي كله بشهادة نوبل السابقة وكل من يعرف حال اليمن  .. 

لكن لعل هناك ما كان ينقصها .. وما كان يعتورها .. ومن كان يتربص بها ..ومن يعيقها باستمرار..
يوما ما ، سيصحح اليمنيون المسار.. وعسى  أن يكون قريبا..

مبروك لتونس وأهلها.. 

وإلى حين فإن : الحكمة تونسية ..!