حافظ مطير

حافظ مطير

سبتمبر وذاكرة التاريخ

2015-09-28 الساعة 21:29



 لقد كشفت الأحداث المأساوية التي قام بها الحوثيون منذ أنقلبوا على الدولة في 21 سبتمبر 2014م إلى اليوم عظمة الثوار الذين فجروا ثورة 26 سبتمبر وسمو إهدافهم التي لا زلنا نناضل من أجل تحقيقها بعد أن عمل نظام صالح خلال فترة حكمه على تمييعها وتغييبها والذي لم يتبقى لليمنيين منها سوى رمزية إيقاد الشعلة في ذكرى ليلة السادس والعشرين من سبتمبر في كل عام ذكرى عشية تفجير الثورة في 26 سبتمبر 1962م.
 والذي عمد الإماميون الجدد على أطفائها في الذكرى 53 بعد أن أشعلها اليمنيين في الشعاب والوديان وعلى أسطح المنازل وفي أعماق نفوسهم المتقدة بالوهج السبتمبري أملا" منهم بإخماد تلك القيم والأهداف النبيلة التي رسخها الثوار الأوئل كعلي عبداالمغني والزبيري والنعمان.
ورغم محاولة نظام صالح على طمس قيمها النضالية ورموزها التاريخية خلال فترة بقائه في السلطة بداء من القضاء على السبتمبريين والقوميين وإنتهاء بطمس المعالم  والتاريخ النضالي لسبتمبر وروادها والتمهيد لمشروع الإستبداد والتوريث بشكل يتنافى مع أهداف وقيم سبتمبر التي يتجلى في أهم أهدافها (التحرر من الإستبداد والإستعمار والكهنوت) التي لم يتبقى منها سوى تلك الأحراف البراقة تنقشها بعض الصحف على واجهتها الرئيسية بشكل يومي لتظهر للقارئ بصورة باهته لتنافيها مع الواقع الذي فرضه صالح.
ورغم بهاتة الواقع معها إلا إنها أكثر وميض في مرحلة أكثر قتامة.
و لولا خشية صالح من إنتفاضة الشعب لما توانى في إصدار قرار جمهوري  لإطفاء وميض تلك الحروف لطمسها لإنها كانت توكزه بشكل يومي بتذكير الشعب بوجوب التحرر من الإستبداد والكهنوت وهذا ما كان يثير إشمئزازه ويوقض مضجعه؛ والتي بفضلها توقض الشعب وخرجوا بثورة في فبراير 2011م مطالبين بإسقاط إستبداد صالح وتلافي ما تبقى من وطن.
ومن خلال بقائه في الحكم لفترة أطول فقد أكتفى بطمس تاريخ أولئك السبتمبريين الذين سطروا تلك الأهداف بدمائهم وأرواحهم وأختصر السبتمبرية في ذاته وصار يروج ويزور التاريخ على إنه السبتمبري الوحيد رغم إنه كان أحد عكفة الإماميين الذي خدمته الصراعات بعد إنتصار سبتمبر وتصاعد الأحداث المصحوب بإنتهاء نخبة السبتمبريين نتيجة الصراع الملكي الجمهوري والتأمر الإقليمي والدولي على سبتمبر وروادها الذي بفضلهم حدث التحول التاريخي لليمن خلال الحقبة الأولى من الثورة.
والذي كان لصالح الدور الأكبر في القضاء على تلك النخبة وتصفيتها كما حدث للحمدي ورفاقه من السبتمبريين والقوميين ليصعد صالح على أشلائهم للسلطة ويبرز إنه السبتمبري الوحيد رغم أعماقه المتعفنة بدرن الإمامة.
وهذا ما أظهرته الأيام وكشفت عداء صالح لسبتمبر وقيمها وروادها منذ الوهلة الأولى بداء" بتصفية روادها وطمس معالمها وقيمها وإنتهاء بتحالفه مع الإماميين الجدد (الحوثيين) وتسخير نفسه لصالح الإماميين وأهدافهم وأفكارهم الداعية إلى محاربة السبتمبريين وقيمهم التاريخية فأعلنوا حربهم على كل ما هو سبتمبري.
فرغم خطاباته الفجة تجاه الإماميين الممجده لسبتمبر وإيقاده لشعلة سبتمبر خلال ثلاثة عقود من حكمه إلا أنه أنكشف للجميع إنه إمامي برداء سبتمبر وما تحالفه مع الحوثيين إلا تحالف العكفة بالإمام ونزع لردائه السبتمبري ليظهر بعكوفيته الخالصه بعد أن دمر موروث سبتمبر.
الذي لم يتبقى لليمنيين إلا جزء بسيط ورمزية بسيطة من معالم سبتمبر وموروثها كإيقاد الشعلة وتلك الأهداف المسطرة على عناوين الصحف وبعض من الحكايات عن أولئك الثوار الأبطال الذين فجروا 26 سبتمبر والتي كادت أن تنسى من ذاكرة التاريخ نتيجة العمل الممنهج من أجل إخفاء بشاعة الإماميين و وعدم إظهار  دور السبتمبريين الأبطال في التضحية للقضاء على بشاعة الإمامه وقدرتهم على صناعة التحول التاريخي خلال فترة بسيطة.
والذي لولا فضل الإماميين الجدد ( الحوثيين) في إظهار بشاعتهم وقبحهم لما عرفنا قدر أولئك السبتمبريين وقيمة أهدافهم التاريخية ودورهم العظيم في تحول اليمن وإخماد ذلك القبح الذي عاد بصورته البشعة على أيدي الحوثيين.
....