علي أحمد العمراني

علي أحمد العمراني

مع ذلك يحتفلـون ..!

2015-09-21 الساعة 23:34

 

تتذكرون يا أنتم أننا قلنا من زمان أن حقكم مثل غيركم في كل مناصب الدولة بما في ذلك رئاستها...
قلنا ذلك ونحن ندرك أن مناطق كثيرة لم يكن لها أن تصل لمناصب بعينها في المدى المنظور .... أما أنتم فطالما كُنْتُمْ هناك .. كُنْتُمْ هناك ، ولكن قد يقول كثيرون : هل أفلحتم...؟!
وقد يجيب آخرون : الدليل هو ما تفعلون منذ اجتياح صنعاء ...

ولعل هناك من يتذكر منكم جيدا أنني كتبت في تدشين انتخابات رئاسة هادي بأن رئيس اليمن القادم يمكن أن يكون من أصل قحطان أو نسل عدنان ... بل يمكن أن يكون الرئيس في مستقبل الأيام من أحفاد الأمام يحيى .. كان ذلك في بداية عام 2012 ، وكان المقال بعنوان " رئيس جديد لليمن الجديد"... كان ذلك وأنتم لا تزالون في صعدة ، وكنا حينذاك نحسن الظن بكم إلى حد كبير ...
لكنه اتضح أن حسن الظن بكم قد يكون ورطة. ! فهل عسانا نقول : إن سوء الظن بامثالكم فطنة كما قال أكثم بن صيفي منذ حوالي ستةعشر قرنا وهو يخطب إلى كسرى ...؟!

وأنتم تحاصرون صنعاء، كتبت على هذه الصفحة ، بأهمية إجباركم على تقديم إعتذار تاريخي عن مجرد إقدامكم على الحصار فقط ، لكي لا يتكرر ذلك الحصار لا من قبلكم ولا من قبل غيركم...كنت أظن أن هناك من لا يزال بإمكانه إقناعكم أو إجباركم..

لكنكم تجرأتم واجتحتم صنعاء وغزوتموها ، ثم توسعتم في كل اتجاه ...
يوما ما ستعتذرون عن جريمتكم الشنعاء ... وستتوارون خجلا مما فعلتم باليمن ... هل سيكون ذلك اليوم قريبا ..؟ قد يكون ... لعل العقل يعود..والحق يعود .. ربما غير بعيد..

ولئن عجز هذ الجيل عن إجباركم على الإعتذار والتواري خجلا مما فعلتم ... فإن جيلا قادما سيكون قادرا..
لقد ألبتم على بلدنا الطيب الفقير كثيرين جاءوا من خلف الحدود...
وللتاريخ : ما كان أحد يريد حربا في اليمن .. ولا حربا على لليمن..
أنتم الحرب .. وأنتم الجنون .. وأنتم سبب البلاء ..
أما حليفكم الأرعن صالح فكان أولى به تذكر ما أعطته اليمن أو ما أخذ منها طوال عقود.. ولقد أخذ منها وأعطته أكثر من كل أحد سواه عبر العصور .. ومع ذلك راق له التآمر معكم وبكم .. وظن أنكم ستكونون له حصان طرواده مثلما كان لكم حصان طروادة وكعب أخيل أيضا ..!
أذكركم بشيء : عند ما كُنْتُمْ تطلقون النار ابتهاجا باجتياحكم لصنعاء في تلك الليلة الظلماء قبل عام، كنا هناك أيضاً في صنعاء .. كُنْتُمْ كمن يوجه ذلك الرصاص إلى قلوبنا .. كنا نشعر بالغدر والمكر والدجل والخداع، ممن كنا نحسبهم أهلنا وأخوتنا في النهاية...دائما يكون ظلم ذوي القربى أشد مضاضة..!
أفهم أنكم طالما وجهتم الرصاص إلى قلوب ورؤوس كثيرين من أبناء الوطن .. وأفهم أنكم تسببتم في قتل كثيرين ممن غرر بهم تضليلكم وفكركم الغريب من المحسوبين عليكم ... ونشعر دائما أن جميع الضحايا منا وفينا...
أتحدث هنا بوجدان وشعور بعيدا عن السياسة ربما ..!
الخلاصة : غدرتم بآمالنا وأحلامنا في وطن يسوده السلام والوئام والمحبة والكرامة، ومع ذلك تحتفلون...!

 

*وزير الإعلام اليمني السابق