حافظ مطير

حافظ مطير

21 أيلول المشئوم وإحتفال اللصوص على أنقاضه

2015-09-21 الساعة 20:04



21سبتمبرسقوط وطن ودولة وشعب وقيم وأعراف إنسانية.
إنه اليوم المشئوم في تاريخ وذاكرة اليمنيين  لأنه اليوم الذي أسقطت فيه الدولة وتحول اليمن إلى نهر ينزف دما" فمنذ عام إلى اليوم لم أجد إلا كل يمني يأن ويبكي من القتل والدمار والإذلال والتشرد والتمزق.
إنه اليوم الذي سيطرت فيه المليشيا على الدولة وسيطر التخلف على العقل والقتل والدمار على السلام والمحبة والأخاء فتشرد الشعب وقتل وأفتتحت المليشيا الحوثية حرب معلنة على الداخل والخارج واسكتت كل الأصوات الوطنية ولم يتبقى إلا صوت أنين الجرحى وبكااء الأقارب على أقاربهم المفقودين وزوامل الدعوة للحرب والكراهية، وخطابات السيد النارية التي تدعوا للقتل والدمار.
إنه ذكرى للنكبة اليمنية وليس يوم نصر وإحتفال كما يزعم السيد المشئوم.
فيا ترى ما الذي أنتصر حتى يحتفل المحتفلون.؟ 
أن كانت جماعات القتل والسلب والنهب هي من أنتصرت فهذا ليس بنصر بل إنتاكاسة لأن ما يجب أن ينتصر هي العدالة والقيم.
وان كانت المليشيا هي من أنتصرت فتلك تعتبر نكبة لأن ما يجب أن ينتصر هو الجيش الوطني على المليشيا لأن الجيش يمثل اليمنيين ولا يمثل العصابات.
وأن كان السيد وفكره هو من أنتصر فتلك طامة لأن ما يجب أن ينتصر هي الدولة ومؤسساتها الوطنية التي تمثل كافة فئات الشعب وتعبر عنهم؛ والقوى والفكر الوطني.
فما الذي أنتصر إذا" حتى يحتفلوا...!
فمن يحتفلوا ليسوا إلا كلصوص وقطاع طرق غدروا بشخص نبيل فقيدوه وسلبوا ممتلكاته وكل ما بحوزته ثم قتلوه وشربوا نخبهم على الجثة  ومارسوا رذيلتهم على الضحية فتعالت قهقهاتهم فرحا" بذاك النصر. حتى حلق الناس عليهم من كل جانب وأمسكوا بههم؛ وفاقوا من سكرتهم أتضح للناس ولأنفسهم مدى لئمهم وجرمهم فصار الجميع يلعنهم وأقرب المقربين لهم ينبذهم.
فما صنعه الحوثيون منذ أسقطوا الدولة في يوم النكبة لا يقل جرما ولا شؤما" عن أولئك المجرمين الذين سلبوا النبيل وأرتكبوا فاحشتهم فيه.
ولا يمكن أن يتضح هول الفاجعة التي صنعها بشكل جلي لمن لا زالوا مغررين به إلا بعد أن تنهي الحرب أوزارها لأن الحوثيين لا زالوا يلعبوا بالوتر العاطفي على أولئك المغرر بهم من أتباعة ولا زال الخوف يسكن أعماقهم من أن يبطش بهم نتيجة ما زرعته الهالة الإعلامية من رعب وخوف فيهم تحت وهم القاعدة والدواعش التي ستقتلهم ووهم الغزوا الذي قد يستبيحهم.
إنه القبح الذي يروج له الحوثييون حتى يحتموا بالناس من قبحهم وجرائمهم. وفي الواقع هم يحتموا بالناس بدعاياتهم حتى يستميتوا في الدفاع عنهم.
فما يناهض الحوثي هي المقاومة والجيش الوطني الذي لا زال مؤمن بهوية الدولة ونظامها الجمهوري وبنيتها المؤسسية. 
وأما القاعده والتفخيخات هم من صنعوها لإرعاب الناس ليحتموا بهم ويجندوا المجتمعات لمحاربة أنفسهم ودولتهم ليبقى الحوثيين المجتمع والدولة.
حتى أن خطاب السيد الذي أصدره يوم أمس ليس إلا دليل على الإنحطاط والإصرار على الدمار والحرب لا أكثر من ذلك.
كما إنه أنكشف إنكشاف واضح في عدائه للعلم والتنوير والثقافة والإعلام وصار يتهجم عليهم ويعلن حربا" شاملة ضدهم لأنهم الوحيدون من يكشف حقائق الإجرام عبر وسائل الإعلام ويكشفوا خبايا الحوثي وما يغوص في أعماقه وأفكاره.
فما أحتفل به الحوثي هو إحتفال على أنقاض دولة قام الحوثيين بالسطوا عليها وموت شعب لا زال يلفظ نفسه الأخير تحت الأنقاض.
......
كتابات/ حافظ مطير
21/سبتمبر/2015م