علي أحمد العمراني

علي أحمد العمراني

جزء من الحقيقية فقط ...!

2015-09-04 الساعة 21:27

 

يعمل مترجما .. عمره لا يقل عن خمسين عاما.. تخرج  من أمريكا منذ زمن ..  وكثيرا ما عرض على صفحته الشعار الزائف  :  الموت لأمريكا....!

كان يبدو خجولا  دمث الأخلاق وودودا إلى أبعد حد... والده كان عضوا  في مجلس الشورى  ... لا أعرف والده عن قرب، لكنني طالما حملته سلاما لوالده إحتراما وتقديرا.. فكثيرا ما أعجبني طرحه ونقاشه في  مجلس الشورى، قبل إنضمامي لمجلس النواب في 1993..!

 
من خلال منشوراته، لفت نظري  اندفاعه وحماسه للحركة الحوثية خاصة بعد اجتياح صنعاء وتماديها في  العنف  وتوسعها في الخراب   .. واندهشت عندما رأيته مسلحا أكثر من مرة  داخل صنعاء، واستغربت كثيرا وأنا أشاهد صورته ذات مرة  بجانب ضريح زميلنا المرحوم النائب السابق  حسين الحوثي ، وكتب تعليقا في  صفحته يقول : شرفني الله بالتبرك بمقام سيدي علم الهدى السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي..!
 

كتب أمس منشورا، "وأشار لي فيه tag" ، وتحدث عن الكُتّٓاب الذين يكتبون كتابات نتة تشبه نتانة أنفسهم (هكذا) ووضع اسمي على رأس  قائمة أولئك الكتاب   ..  وأضاف سبابا آخر، لكنه حذف المنشور  بعد ساعات... 

يا عزيزي  الذي أعرفه جيدا...  يا خريج أمريكا ،  سامحك الله فيما قلت ... لكن والله إن خسارتنا فيك  وفي أمثالك كبيرة .. وخيبة أملنا فيكم بلا حدود .. 

إخبرني أيها العزيز : كيف يمكننا توجيه اللوم للقساة الجهلة القادمين من  أقاصي الريف وأعالي الجبال الذين تتلمذوا فقط على ملازم  "السيد حسين".. وخطابات عبد الملك ..  طالما وأنت وأمثالك المتعلمون  ، خريجي جامعات الغرب  تفكرون وتتحدثون وتتصرفون هكذا .. ؟ 

ربما أثاره مقالي الأخير : "فتنة الألف عام" .. وقال : إننا نثير النزعات السلالية والأحقاد ...!  يا صاحبي، يشهد الله إننا نتحدث ونكتب  ونتحاشى ذكر ما نعرفه من غلو وجنون  وحقائق ، حفاظا على ما تبقى من  اللحمة  الإجتماعية والوطنية ... لكنكم  أنتم - أقصد أمثالك- الذين يستهترون بكل شيء في سبيل الإستعلاء والتحكم والهيمنة  والتسلط...  وما الذي يمكن قوله عن الهادي يحيى بن الحسين غير أنه واحد منا .. لكنا نستهجن ونرفض فكر الإستعلاء والإستحواذ والهمينة الذي جاء به.. هذا ما قلته بالضبط...فهل هذا ما يغضبكم  ...؟

لا نقول إلا جزءا من الحقيقة تقديرا للمحترمين والعقلاء الذين نقدرهم  حقاً ولا ذنب لهم فيما مضى  ويرفضون ما يجري الان،  وحفاظا على الًًٌُلحمة الوطنية التي يمزقها طيشكم وعنفكم اللفظي والمادي   ..  فكيف لا تحمدون لنا كل هذا...؟!

ولولا ما يستجد الان من ظلم وخراب  لكان أولى بنا تجاوز الماضي ... والنظر  إلى المستقبل فقط...

لا يزال أولى بأمثالك  تبني نقدا ذاتيا مثلما يفعل الأحرار دائما في كل الأمم،  عوضا عن الإنخراط في مشروع الخراب  والتبرك بالقبور والتعصب للإرث الظلوم .. 

وسلامي لوالدك...!