نبيل سبيع

نبيل سبيع

هكذا ستكون حكومة الوحدة الحوثية !

2015-09-02 الساعة 18:35

 إذا أردتم معرفة كيف ستكون حكومة الوحدة الوطنية التي يلوح الحوثي بتشكيلها من حين لآخر (آخرها أمس)، فانظروا الى اللجنة الثورية العليا!

اللجنة الثورية العليا هي أوضح وأكبر تكذيب لحكومة الوحدة الوطنية:

شكل الحوثي اللجنة الثورية العليا بنفسه كي تكون سلطة عليا لإدارة البلاد بعد الانقلاب. لكنه لم يسمح لها بأن تكون سلطة عليا، ولا سلطة وسطى، ولا سلطة سفلى، ولا سلطة حتى! لم يمنحها أي سلطة سياسية أو أمنية أو إدارية تذكر قبل الحرب ولا خلالها، فكيف سيمنح حكومة الوحدة الوطنية- التي يلوح بتشكيلها من "المكونات السياسية" وليس من جماعته- سلطة من أي نوع، وفي توقيت من الحرب كهذا؟!

بعد الإعلان عن تشكيل حكومة بحاح إثر سيطرة الحوثيين على صنعاء وقبل إعلانهم الدستوري، كتبت مقالاً عنوانه "أسقط حكومتين فاشلتين في نصف شهر، لكن هل سيسمح لأي حكومة بالنجاح في ظله؟". وعنيت يومها بالحكومتين اللتين أسقطهما الحوثي: حكومة باسندوة وقرار تكليف بن مبارك بتشكيل حكومة جديدة. وقلت إن حكومة بحاح ستواجه معوقات وعراقيل وفشلاً في ظل سيطرة الميليشيا على العاصمة والبلد أكبر من المعوقات والعراقيل والفشل الذي واجهته حكومة باسندوة في ظل سيطرة مراكز النفوذ على السلطة، وإن الحوثي لن يسمح لها بالعمل أصلاً ناهيك عن النجاح. وهو ماحدث فعلاً، بل إن الحوثي ذهب أبعد وقام بوضع حكومة بحاح تحت الإقامة الجبرية.

في ذلك المقال، أوردت بعض الأسباب التي ستجعل من الصعب على أي حكومة العمل في ظل الميليشيا، ومنها: اللجان الشعبية التي لم تكن قد تشكلت بعد بل تم فقط الإعلان عنها حينها كسلطة رقابية على الحكومة ومؤسسات الدولة، فضلاً عن أن جماعة الحوثي لديها دولتها الخاصة وحكومتها الخاصة وجهازها الأمني والقضائي الخاص مايجعل من نهوض أي حكومة أو دولة في ظلها أمراً شبه مستحيل.

كنت أعتقد أن الحوثي سيصادر سلطات وصلاحيات الدولة والحكومة ويضعها في يد لجانه الشعبية، لكنه ذهب أبعد من هذا: لم يترك فرصة في اتخاذ القرار وتسيير الأمور حتى للجانه الشعبية ولا حتى للجنته الثورية العليا منذ تشكيلها! ويكفي مثلاً أن تتذكروا كيف أتى قرار "التعويم" وكيف تفاجأت به اللجنة الثورية العليا رغم أنه صدر بإسمها.

لهذا، من فضلكم، كفوا عن مطالبة الحوثي بتشكيل حكومة!
وإذا تحدث الحوثي بنفسه عن تشكيل حكومة، فثقوا أنه يمزح!
فالحوثي جماعة لا تستطيع ولا تجيد سوى إسقاط الحكومات وتقويض الدول، و"لا يكلِّف الله نفساً إلا وسعها".