لا يوجد شكل هندسي لجرائم الحرب!

ليس خطأً مطبعياً،
ولا خطأً إملائياً،
ولا خطأً في تهجئة إسم أحدهم.
إنها عملية إعدام وحشية بصواريخ فتاكة لعشرات المواطنين اليمنيين الأبرياء الذين لم يقترفوا شيئاً سوى أنهم على الأرض وأن طائرات السعودية والتحالف العربي التي تحلق فوقهم لا تبالي بهم ولا تحترمهم ولا تقيم وزناً لحياتهم، إنها تطلق الصواريخ على رؤوسهم بدون إحساس بالمسؤولية وبدون اكتراث وبدون هدف. ولا غرابة! فالسعودية تعرف أن ضحاياها اليمنيين الأبرياء بلا دولة تطالبها بدمائهم ولا مجتمع دولي نزيه يسائلها ويحاسبها على ما اقترفته من فضاعات. وفوق هذا، هم بلا شعب يغضب من أجلهم أو يحزن عليهم على الأقل. والأقسى من هذا وذاك أن يأتي أحدهم ويقول: "خطأ عابر".

ليس خطأً عابراً،
ولا خطأً عادياً،
ولا خطأً يمكن تصحيحه.
إنها مجزرة مع سبق إصرار وترصد، وإنْ كنا لا نعرف الأسباب ولا ندري لماذا! 6 صواريخ أو أكثر تنقض على مدينة سكنية يقطنها مهندسون مع أسرهم، ونازحون مع أسرهم، وتقتل منهم عدداً غير معروف على وجه التحديد (يتراوح بحسب المعلومات المتداولة من 35 الى 100 قتيل من الرجال والنساء والأطفال والشبان والشيوخ، فضلاً عن مئات الجرحى). ثم يأتي من يبرر مجزرة كهذه قائلاً: "خطأ عابر"؟! هذه ليست أول مجزرة من نوعها تقترفها طائرات السعودية والتحالف العربي في حق المدنيين اليمنيين، بل هي مجرد مجزرة أخرى تنضم الى سلسلة من مجازرها وجرائمها. القوا نظرة على الشهور الأربعة الماضية، إنها أربعة شهور مليئة بهذه الجرائم التي- بالرغم من هذا كله- لم يظهر منها بعد سوى النزر اليسير. ثم يأتي من يقول: "خطأ جانبي"؟!

ليس خطأً جانبياً،
ولا خطأً أفقياً،
ولا خطأً عمودياً.
إنها جريمة حرب. هذا هو إسمها: جريمة حرب. تهجوها مجدداً لو تكرمتم:
ج
ر
ي
م
ة
ح
ر
ب!

ولا يوجد شكل هندسي لجرائم الحرب كي تعكفوا على قياس مستوى الأخطاء ودرجات الإنحراف فيها، كما لا يوجد لها تبرير على الإطلاق.