مانع سليمان

مانع سليمان

عبقرية الملك في تأسيس تحالف العاصفة !

2015-05-05 الساعة 17:37

الإنصاف صفة إنسانية سامية جعلها الدين أساس العدل كواجب شرعي في التعامل به حتى مع من نختلف معهم أو نخاصمهم ، وحينما ننظر بعمق للتشكيلة التي اعتمدها صاحب فكرة التحالف والتحليل الدقيق لأبعاد التحالف الوليد سواءً العسكرية والسياسية والإقتصادية سيجد عبقرية في الرؤية وعمق في التفكير ودقة في التدبير منقطعة النظير . صاحب فكرة تحالف عاصفة الحزم لم تقتصر رؤيته على البعد العسكري فحسب وإنما ذهب في تدبيره إلى ما هو أبعد من ذلك كالبعد السياسي الدوبلماسي والإقتصادي المالي منه والغذائي . فلو تأملنا للبعد العسكري الدولي بعمق ، لوجدناه توقع من تحركه العسكري إثارة كل القوى العسكرية العالمية منها والإقليمية ، وجعل في حساباته العسكرية تحركاً حربياً مضاداً من قبل أي قوة ، لذلك سعى إلى توفير قوة الردع المتمثلة بالسلاح النووي فكانت باكستان ذات الإنتماء السني للشعب الباكستاني المتقارب مع الإنتماء السني للشعب السني المخزون الذي يفي بالغرض الدفاعي الرادع والهجومي النافع في حال حدث تدخل عسكري لدولة نووية في المعركة ، فالسعودية ليست في احتياج لطائرات باكستان بقدر ما هي في أمس الحاجة للسلاح الرادع للقوى النووية المحتمل تدخلها المواجه للعاصفة كروسيا وإيران وحتى أمريكا التي أبدت مؤخراً تقارباً في مواقفها من السير السياسي والعسكري في الإقليم ، كما أنه استطاع تطويق الحدود الإيرانية التي تعتبر جماعة الحوثي المستهدفة من العاصفة أحد فصائلها المسلحة في المنطقة بدول مجاورة لها أكثر تفوقاً عليها في التسليح والجاهزية العسكرية كتركيا وباكستان . أما البعد السياسي الضاغط والمناور في المحافل الدولية والإقليمية فقد جعل من عضوية تركيا كفيلة بتحقيق ذلك ، كونها أصبحت عامل مؤثر جداً في القرار الدولي الذي يخضع الإقليم الممزق الضعيف لقراراته ، كما أن عضوية تركيا وباكستان في حلف الناتو العسكري عامل مهم لتحييد القوى الأعضاء في الناتو بل وأصبح من الممكن جداً استخدامها في مواجهة أي تهديد عسكري مضاد من قبل قوى دولية معادية ترى في التخلص من الحوثيين مهدد لمصالحها . وإذا ما تأملنا للبعد الإقتصادي في التحالف فالخبرة التركية في تجاوز الإنحطاط الإقتصادي السريع مع المخزون المالي والنفطي الخليجي كفيل بمواجهة أي حصار اقتصادي يحتمل فرضه من قبل دول العالم ، بل إن ذلك كفيل في إحداث نهضة إقتصادية بديلة عن السير الإقتصادي الشيوعي والرأسمالي ومستقلة تماماً عن النفوذ الشرقي والغربي ، وستكون تركيا الرابط الأهم في التبادل التجاري بين دول التحالف الذي يجب أن يتجاوز العالم العربي إلى العالم الإسلامي بأكمله ، بينما ستكون السودان المخزون الغذائي لكل الإحتياجات الغذائية العربية والإسلامية التي حولها المعسكر الغربي إلى سوق مستهلك لمنتجاته في ذلك وربط أمنها الغذائي بتصديراته التي يمكن توقيفها كحصار تستخدمه القوى العظمى ضد المتمرد الجديد الوليد من بين ركام الخنوع والإرتهان لمنتوجاته ، وسيكون التحالف أحد أهم عوامل رفع الحظر الإقتصادي المفروض على السودان من قبل تلك القوى سابقاً . أما إدخال مصر في التحالف فالهدف منه تأمين منافذ التحرك العسكري المحتمل للقوى الدولية العظمى المتمثل بباب المندب وقناة السويس ، كما أنه مخزون بشري هائل مغذٍ للإحتياجات البشرية المحتمل احتياجها في حال طالت المعركة واحتاجت لتدخلات بشرية مهاجمة للهدف وحامية من الغازي المتوقع تدخله لفرض حماية مصالحه في المنطقة بواقع القوة التي يسعى للحفاظ عليها . أما دول الخليج فممول غني بالثروات التي تؤهلها للتمويل المادي لحرب يتوقع استمرارها لسنوات طويله ، ومنفق مالي لشراء وتصنيع السلاح اللازم لمعركة ربما تتسع رقعتها إلى خارج الإقليم . وبهذه التوليفة البديعة الأكثر ذكاءً استطاع الملك سلمان إحداث تكاملاً متفوقاً في القوة اللازمة لحرب إقليمية فاصلة بل ومعركة عالمية صانعة لملامح جديدة في الخارطة العسكرية الأممية في المستقبل ، وإذا ما استطاع الملك تحويل التحالف إلى تآلف بعيد الأمد فإنه سيصنع قوة عالمية ثالثة موازية للقوتين الشرقية والغربية بل ومتفوقة عليها ومفتت مستقبلي لتحالفات أخرى لها حضورها العسكري العالمي في الحاضر . بحق لقد كان الملك سلمان موفقاً في رسم خطوط التحالف وربما يصبح مستقبلاً زعيماً لقوة عظمى صاعدة بدأت خارطتها تتشكل من خلال التحالف الذي يمارس عملية عسكرية موفقة في اليمن حالياً .